قال السيد محمد الوفا "أنه بدون مغرب عربي تتلاحم فيه إرادة أبناءه لن تعرف بلدان هذا المغرب الكبير أي تقدم"، كما أعرب خلال ترؤسه لحفل توزيع الجوائز على الفائزين في الأولمبياد المغاربي الثاني في العلوم التقنية، يوم الجمعة 05 يوليوز 2013، بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، رفقة السيد الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، والسيد المختار عبد الله الجويلي، رئيس الهيئة الوطنية للتعليم التقني والفني بليبيا، الذي شارك فيه تلامذة من المغرب وتونس وليبيا، عن أمله في تحقيق هذا المبتغى عاجلا حتى يحقق أبناء المغرب العربي قوة ضاربة في المنطقة باعتبارهم المستقبل الحقيقي لهاته الشعوب.
وشدد السيد الوزير حرصه على تنظيم مثل هذه التظاهرات العلمية بين أبناء المنطقة معتبرا أن أي تقدم يمكن أن تحرزه بلدانهم يظل رهينا بتقدمهم وتمكنهم من مجال العلوم والتقنيات.
من جهته عبر السيد الحبيب بن يحيى عن سعادته للمشاركة في هذه التظاهرة وعن التنظيم المحكم الذي تميزت به بفضل مجهودات المشرفين عليها من إداريين وأساتذة.
وأشار في السياق ذاته إلى أن مستقبل الدول وتحديد مصافها، خاصة في ظل العولمة والظروف الصعبة التي يشهدها العالم، مرتبط بمدى امتلاكها للعلوم وهو ما يستوجب تحسيس الأجيال الصاعدة وتحفيزها على اقتحام هذا المجال والتنافس فيه قصد التميز فيه.
والجدير بالذكر أن الجائزة الأولى لهذه المباراة عادت مناصفة للتلميذين محمد عدنان عبد السيد وقاسم خالد من تونس، فيما فاز بالجائزة الثالثة التلميذ كمال مبروك من المغرب. وتم بالمناسبة تسليم ميداليات وشهادات تقديرية لجميع المشاركين في الأولمبياد، حيث مثل المغرب في هذه الأولمبياد المغاربية أربعة تلاميذ من السنة الأولى بكالوريا تم اختيارهم بعد إجراء إقصائيات تمهيدية واختبارات انتقائية على مستوى جميع مؤسسات التعليم التقني بالمملكة.
وتهدف الأولمبياد المغاربية إلى تدعيم وتوثيق أواصر الإخاء بين شعوب البلدان المغاربية وترجمة الإرادة المشتركة في بناء المغرب العربي الموحد إلى واقع ملموس، باعتباره نشاطا يسمح بالاحتكاك بين نخبة من تلامذة هذه البلدان، فضلا عن خلق التنافس العلمي والتربوي النزيه، ودعم تدريس العلوم والتقنيات في أسلاك التعليم المدرسي والمساهمة في العمل على التنسيق بين محتويات البرامج التعليمية في مختلف البلدات المغاربية.
وتميزت مراحل تنظيم هذه التظاهرة بتحديد الإطار المرجعي لمواضيع الأولمبياد بتنسيق العمل بين المفتشين المنسقين للعلوم والتكنولوجيات الكهربائية أو الهيئات المماثلة لها بالبلدان المغاربية، وذلك من خلال تنظيم لقاء بالمغرب خلال 18 ـ 20 فبراير 2013. في حين تم إصدار رسالة وزارية منظمة لعملية الانتقاء على الصعيد الوطني بتاريخ 15 مارس 2013، حيث تم إعداد مواضيع اختبار الانتقاء الأولي من طرف مفتشي الهندسة الكهربائية من أجل إجراء الاختبار الانتقائي على صعيد جميع مؤسسات التعليم التقني بالمملكة.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي كان قد صادق، في دورته الحادية عشرة، على تنظيم الأولمبياد المغاربية في العلوم التقنية بالمغرب، خلال شهر يوليوز الجاري، وذلك بناء على توصية من فريق العمل المغاربي المكلف بتنسيق الأنشطة التربوية، على أن تنظم الأولمبياد المغاربية في الفنون التشكلية بتونس في شهر غشت المقبل.